top of page

علموا أولادكم إدارة المشاريع


يسمع معظم الناس عن إدارة المشاريع فقط عندما يتوظفون. لكن تخيل لو أننا بدأنا في تعلم هذه المهارات في وقت مبكر، كما هو الحال في المدرسة الثانوية أو حتى المدرسة المتوسطة. إنه يشبه إلى حد كبير تعلم رياضة أو مهارة أو هواية جديدة؛ كلما بدأت مبكرًا، كلما حصلت على نتائج أفضل.


إدارة المشاريع لا تقتصر فقط على التعامل مع مشاريع الشركات الكبيرة. يتعلق الأمر بالتخطيط واتخاذ القرارات والعمل بشكل جيد مع الآخرين. هذه هي المهارات التي يمكن أن تساعد الشباب والمراهقين في المدرسة وفي التحديات اليومية.


ومن خلال تعريف الشباب بهذه المهارات، فإننا نمنحهم السبق. سيكون لديهم الأدوات والمعرفة التي يمكن أن تجعل المشاريع المدرسية أسهل، ومساعدتهم على العمل بشكل أفضل ضمن فرق، وإعدادهم لمواجهة تحديات أكبر في المستقبل. والجزء الأفضل، أنهم سيحملون هذه المهارات معهم طوال حياتهم.


إدارة المشاريع هي مجال مهم ومفيد للشباب، في مثل:

· التخطيط والتنظيم والتنفيذ والمراقبة للمشاريع الشخصية أو العملية أو الأكاديمية.

· التعامل مع الموارد والميزانية والجودة والمخاطر والاتصالات في المشاريع.

· التفكير الإبداعي والابتكاري وحل المشكلات واتخاذ القرارات في المشاريع.

· التعاون والتواصل والتفاهم مع أطراف المشروع المختلفة، مثل العملاء والفريق والموردين.

· تحسين الأداء والإنتاجية والكفاءة في المشاريع.

· تحقيق الأهداف والرضا والنجاح في المشاريع.


إدارة المشاريع تفتح أبوابًا كثيرة للشباب في سوق العمل، فهي تزيد من فرصهم في الحصول على وظائف أو مشاريع جديدة، كما تزيد من قدرتهم على التنافس والتميز في مجالاتهم. كما تساعدهم على تطوير شخصياتهم وثقافتهم ورؤيتهم للحياة. فيما يلي ست مهارات واقعية يمكن للشباب استخلاصها من إدارة المشاريع.


1. تطوير التفكير النقدي وصنع القرار

أحد الأصول الأساسية لإدارة المشاريع هو تعزيز التفكير النقدي. من خلال تشريح المشكلة، وفهم أبعادها، ووضع استراتيجية للحل، يمكن للأطفال والمراهقين التعامل مع التحديات بشكل أكثر استراتيجية. على سبيل المثال، لنفترض أن طالبًا في المدرسة الثانوية يعمل في مشروع علمي جماعي. ومن خلال مهارات إدارة المشاريع، يمكنهم تقسيم المهام بكفاءة، والتنبؤ بالتحديات المحتملة، وتحديد النهج الأفضل، مما يضمن تنفيذ المشروع بشكل أكثر سلاسة.


2. بناء الثقة وتحمل المسؤولية

إدارة المشاريع لا تتعلق فقط بالمهام والجداول الزمنية؛ يتعلق الأمر بتولي المسؤولية. عندما يتم تعريف العقول الشابة بهذه الاستراتيجيات، فإنها تتعلم بطبيعتها تحمل المسؤوليات. هذه المسؤولية تولد الثقة. فالمراهق، على سبيل المثال، الذي يدير مشروعًا لخدمة المجتمع لن يضمن اكتماله فحسب، بل سيكتسب أيضًا الثقة بالنفس بأنه قادر على القيادة والتنفيذ.


3. تعزيز التواصل والتعاون

أحد العناصر التي تم الاستخفاف بها، ولكنها حاسمة في إدارة المشروع هو التواصل الفعال. عندما يتم تدريب الطلاب على التعبير عن أفكارهم، وتقديم التحديثات، والعمل بالتآزر مع أقرانهم، يصبحون متعاونين بشكل أفضل. فكر في طالب جامعي جديد يعمل على فكرة شركة ناشئة مع الأصدقاء - فالتوضيح بشأن الأدوار والمسؤوليات والتقدم يمكن أن يشكل الفرق بين نجاح الشركة الناشئة أو ركودها.


4. إتقان إدارة الوقت

الصراع المتكرر الذي يواجه الطلاب، بدءًا من الاكتظاظ في الليلة السابقة للامتحانات وحتى المعاناة في المواعيد النهائية للواجبات، يدور حول الوقت. إدارة المشروع تغرس الانضباط في تخصيص الوقت الفعال. من خلال فهم مدة المهمة وتحديد أهداف واقعية، يمكن للطلاب توزيع جهودهم بكفاءة، ليس فقط مما يضمن إكمالها في الوقت المناسب، ولكن أيضًا العمل بجودة أفضل.


5. تحديد توقعات واضحة

أحد العناصر المحورية في نجاح أي مشروع هو تحديد التوقعات وفهمها. ومن خلال تعليم الشباب كيفية توضيح الأهداف، يمكنهم التعامل مع المهام بوضوح. وهذا يُترجم إلى أهداف دراسية أكثر وضوحًا، وفهمًا لأهداف الدورة، وتواصلًا أكثر وضوحًا مع المعلمين والأقران.


6. التفويض: اللعب على نقاط القوة لدى الجميع

مدير المشروع المتمرس يعرف أهمية التفويض. لا يقتصر الأمر على تفريغ المهام فحسب، بل يتعلق أيضًا بالتعرف على نقاط القوة لدى أعضاء الفريق وتعيين المهام وفقًا لذلك. تخيل مهمة جماعية في الكلية حيث يتم تكليف كل عضو بمهمة يتفوق فيها. لا يقتصر الأمر على فائدة المشروع فحسب، بل سيتمكن كل طالب أيضًا من عرض نقاط قوته وصقلها.


الاستعداد للمضي قدمًا

عندما نفكر في رحلاتنا الشخصية عبر عالم التعليم والتطوير المهني، يصبح من الواضح أن الأساس في مهارات إدارة المشاريع لا يقدر بثمن. لا يقتصر الأمر على إعداد الطلاب لعالم الشركات فحسب، بل يتعلق بتزويدهم بالمهارات التي ستساعدهم في كل مناحي الحياة. ومن خلال دعم دمج هذه المهارات في التعليم المبكر، يمكننا تمهيد الطريق لجيل ماهر وواثق ومستعد لمواجهة التحديات التي لا تعد ولا تحصى التي يحملها المستقبل.


إدارة المشاريع تساعد على تنمية المجتمع بطرق عديدة، مثل:

  • تحقيق الأهداف والمخرجات المرجوة من المشاريع التي تخدم الحاجات والمصالح المجتمعية، سواء في المجالات الاقتصادية، أو الاجتماعية، أو البيئية، أو الثقافية، أو الصحية، أو غيرها.

  • تحسين كفاءة وفعالية استخدام الموارد والزمن والميزانية في تنفيذ المشاريع، مما يؤدي إلى تقليل التكاليف، وزيادة الجودة، والإنتاجية، والابتكار.

  • تعزيز التعاون والشراكة بين مختلف أطراف المشروع، مثل الجهات المانحة والمستفيدة والمنفذة والموردة والمراقبة، وبناء علاقات ثقة وتفاهم وتبادل معرفي بينهم.

  • تطوير القدرات والمهارات والخبرات للأفراد والفرق والمؤسسات المشاركة في إدارة المشاريع، مما يزيد من قابليتهم للتعلم والتطور والتأقلم مع التغيرات.

  • تسهيل نشر وتبادل النتائج والأثر والدروس المستفادة من المشاريع، مما يساعد على رفع مستوى الوعي والمعرفة في المجتمع، وإثراء التجارب والممارسات الناجحة.


وكذلك، يوجد بعض المشاريع الشبابية في الكويت، وهي مشاريع تهدف إلى تمكين الشباب وتنمية قدراتهم ومهاراتهم وإبداعهم وريادتهم في مختلف المجالات. بعض هذه المشاريع هي:

· مشروع "كويت تبرمج"، وهو مشروع يقدم دورات تدريبية مجانية في مجال البرمجة والتطوير للشباب الكويتي، ويساعدهم على إنشاء تطبيقات ومواقع وحلول رقمية.

· مشروع "لوياك"، وهو مشروع يقدم منصة تفاعلية للشباب الكويتي للتواصل والتعلم والتطور والمشاركة في المسابقات والفعاليات والأنشطة المختلفة.

· مشروع "سفراء التغيير"، وهو مشروع يهدف إلى تأهيل الشباب الكويتي للقيادة والتأثير في المجتمع، ويقدم لهم برامج تدريبية وورش عمل وزيارات ميدانية وفرص تطوعية.

· مشروع "ناشئ"، وهو مشروع يدعم رواد الأعمال الشباب في الكويت، ويقدم لهم خدمات استشارية وتمويلية وإرشادية لإطلاق مشاريعهم الناشئة.

· مشروع "صناعة المستقبل"، وهو مشروع يركز على تطوير المهارات الحديثة للشباب الكويتي في مجالات الابتكار والذكاء الاصطناعي والإنترنت من الأشياء.


والأمثلة كثيرة للمشاريع المحلية التي قد تكون فرصة للشباب والمراهقين.


مع تمنياتي لكم بالتوفيق :-)

11 views0 comments
bottom of page