top of page
Writer's pictureMohammad Aljeemaz

التسويق باللهجة المحلية


في عالمنا العربي نستخدم اللغة العربية للتواصل بين بعضنا البعض في لغتنا الأم و هي جسر التواصل بين الجميع في العالم العربي , بالرغم من ذلك إلا أنه جميع الشعوب في العالم العربي لديها لهجات محلية متفاوتة منها القريب في المفردات ومنها البعيد بالمفردات و المعنى.


فاللغة أداة اجتماعية و هي وسيلة للتواصل مع الآخرين ، وأداة لنقل للأفكار و المشاعر والتعبير عنها، فستخدم اللغة بعدد من الطرق منها بالتواصل الصوتي أو الكتابة أو إستخدام الرموز وذلك حسب الغرض من الفكرة التي نريد إيصالها باختلاف الجمهور المستهدف. فيختلف أسلوبنا عندما نكتب رسالة إلكترونية أو رسالة رمزية أو رسالة صوتية على سبيل المثال .


قد تمكن المسوقين في مستوى إحترافي من تسويق منتجاتهم بالوطن العربي باللغة العربية الأم لفترة طويلة من الزمن , ولكن مع المتغيرات الزمنية والتكنولوجية و ظهور جيل يتواصل باللهجة المحلية أكثر من اللغة العربية التي تعتبر بالنسبة لهم ثقيلة في الاستخدام والتعامل , فأصبحت أفضل الخيارات اللُغوية المحلية مطروحة عند تصميم الهوية التجارية للشركة و إعلاناتها . فيقومون في اختيار اللهجة تبعا للصورة التي يرغب المسوق في الوصول إلى الفئة المقصودة و المستهدفة من أجل إيصال الرسالة أو الفكرة، حيث يجنون النتيجة المرجوة في التسويق الناجح للخدمة أو السلعة مع المستهلك المستهدف و التأثير على سلوكه الشرائي.


ماذا حدث للمسوقين ؟

في العقد الأخير مع دخول الألفية بدأ المسوقين يلتفتون الى إدارة المحتوى بشكل أكبر , وإلى البحث في أساليب التواصل المبتكر مع العملاء ، تبعًا لتطوّر وسائل التواصل الاجتماعي وتعدد القنوات الإعلامية، واستغلال جميع الخيارات المتوفرة لصناعة المحتوى، بين الكلمة والنصّ المكتوب و المسموع منها القصير والطويل و الصور و الفيديو التي تهدف إلى صناعة الرسالة التجارية للعميل.

ومع ذلك لم يتمكن المسوقون من التجرؤ في القدوم على استخدام اللهجة المحلية إلا عندما أصبحت هي الوسيلة المتاحة للتواصل دون اللغة العربية مع الجيل الحديث، و بالرغم من أن المسوقين لازالوا يجدون القوة في اللغة العربية إلا أن المصلحة التجارية والربح المؤكد وثبات العلامة التجارية في أذهان العملاء يكون مبرره أقوى بكثير من استخدام اللغة الأم بميزاتها العظيمة وجمالياتها.


قياس الأثر التجاري من اللهجة على المبيعات:

في الحقيقة لا يوجد مقياس حقيقي في العالم العربي يحدد مدى الأثر في استخدام اللهجة المحلية على معدل نمو المبيعات , إلا أن أدوات القياس المتوفرة في شبكات التواصل الاجتماعي التي تعكس التفاعل بين الإيجاب و الرفض و إعادة الإرسال التي تمثل مستوى التفاعل و المتابعة و الإعجاب , وغالبا لعدد المتابعين ولا يعني هو نفسه قياس لعدد العملاء .

ولكن يعول أكثر المسوقين الى أن اللهجة المحلية فتحت لهم مجال من خلال رفع الحرج على المؤثرين في إستخدام اللهجة المتوفرة لصناعة المحتوى التسويقي . لأن في النهاية إنّ هدف المسوقين هو الوصول إلى مستخدميها وتبسيط خدماتها ومنتجاتها لهم، فنجدها تحاول بشتى الطرق لفت انتباههم والتأثير عليهم بشكل أكبر باستخدام اللهجة المحلية في جميع الإعلانات ، وذلك لتأكيد الرابط بين المنتج و المستهلك.



استخدام اللهجة المحلية سلاح ذو حدين:

أغلب الشركات ذهبت الى استخدام اللهجة المحلية رغبة في الظهور بالشكل البسيط السهل على العميل الذي يؤدي إلى إقبال العميل على المنتج من دون أي شك أو تخوف و سهولة الوصول الية في جميع قنوات التواصل الإجتماعي لزيادة ولاء العميل .


ولكن هل تتفق معي بأن بعض المسوقين الذين يعملون على كتابة المحتوى ليسوا من أهل البلد أو يكون صاحب المشروع لديه قصور لغوي قد يؤدي الى كتابة محتوى إعلاني يتم تفسير من العملاء بشكل خاطئ أو مخزي بسبب أن بعض الكلمات لها أثر تاريخي في ذات اللهجة المحلية تتعلق بأحداث أو أعمال سيئة . فإن قلت الوعي في اللهجات المحلية أو تعددها في المنطقة الواحدة قد تخلق إشكالية الفهم و التفهم لما هو مسموع أو مقروء أو مرئي , يعني عندما تستخدم كلمة معينة تختلف في التفسير , كمثال في الكويت بين أهل شرق وأهل القبلة وكما هو حاصل في العديد من دول الخليج والدول العربية .


إن الأسوأ من هذا جميعا , أن يقوم المسوق أو صاحب المشروع في الإستعانة في صناع محتوى من دول عربية أخرى لتنفيذ محتوى باللهجة المحلية بحجة رخص الأسعار , ينتج عنه عمل فيديو أو مقطع صوتي أو إعلان مكتوب على شكل ملصق يحتوي على بعض المفردات الغريبة أو المضحكة أغلب الأحيان و لاتوصل أي رسالة.


لماذا التسويق باللهجة المحلية؟

كما ذكرنا بالسابق , هو هدف تسويقي بحت يبحث في تعظيم الإيراد ثم الأرباح بشكل مبتكر و مرن يتشكل حسب المتغيرات ومتطلبات العملاء. إنما الذي لايعلمه المسوقين إن استخدام اللهجة في التسويق كمن يقوم في تقليص الحصة أو الشريحة المستهدفة المراد التعامل معها والتأثير عليها , كمثال لو أستخدمت إعلان بلهجة جغرافية ( شمالية , جنوبية ) فالغالب أنت تستهدف المنطقة الجغرافية المعنية وعملت تحديد رسالة مبطنة تقول إنني أخاطبكم أهل الشمال فقط , وهكذا القياس لو إستخدمت اللهجة المذهبية أو الفئوية . إنما شركات الدعاية الإعلان تأخذ الإعلان بغض النظر عن نوعه و تنشره على جميع المناطق و الشوارع و محطات التلفزيونات لعل وعسى أن يجلب ما هو غير متوقع.


جودة المحتوى اللغوي :

يرى أغلب المسوقين إن جودة المحتوى اللغوي في المرئي أو المسموع أو المقروء عندما يكون العائد المالي عالي جدا من أثر الإعلان , من جانب أخر جودة المحتوى بالنسبة للمصححين أو المدققين اللغويين يكون في جودة السياق اللغوي الذي قد يتطلب الاستعانة في اللغة الأم , لسبب وجيه أن اللهجات الحديثة تحتوي على بعض المفردات الأجنبية المعربة أو المفردات المهجنة و الأعجمية.

قد يحتاج المسوقين أو اصحاب المشاريع لصناعة محتوى تسويقي ممزوج و مبتكر في استخدام اللغة الفصحى و اللهجة المحلية وبشكل متوازن يضيف كل جزء للأخر يؤدي الى الهدف الأكبر هو العائد الربحي التجاري ذو العمق الإجتماعي الذي يعمق ويؤصل الولاء للعملاء لأطول مدة ممكنة .


لا تفاضل بين الأثنين:

في النهاية لا أرغب في دعوتك كمبادر أو صاحب عمل الى المفاضلة بين اللغة العربية واللهجة المحلية في التسويق للمشروع التجاري لأن الهدف في النهاية ليس تحقيق الجودة الأدبية كما في الأشعار والأمثال الشعبية , إنما أدعوك إلى الإستثمار في الأثنين بشكل مبتكر وعدم التخلي عن جمال وعظمة اللغة العربية و بساطة و مرونة اللهجة لتصل الرسالة التجارية الى العميل بنجاح.


مع تمنياتي لكم بالتوفيق و شاركونا بالتعليق

406 views0 comments

Recent Posts

See All

Comments


bottom of page