top of page

إدارة العلاقات المتوترة في بيئة العمل


الصراع في بيئة العمل أمر لا مفر منه. لأننا نعمل في بيئات حيث يوجد أشخاص آخرين من خلفيات وخبرات مختلفة، فمن الطبيعي أن يصطدم الزملاء ببعضهم البعض. هل تشعرك هذه التفاعلات بعدم الارتياح؟


أغلب الدراسات الخاصة في فعالية بيئة الأعمال في أغلب دول العالم تتكلم عن تقريبا 85% من الموظفين على جميع المستويات يواجهون نوعًا من الصراع. ووجدوا أيضًا أن الموظفين يستهلكون الكثير من الساعات أسبوعيًا في التعامل مع النزاعات.


لذا، أنت لست وحدك الذي يعيش هذه الأجواء من النزاعات وسوء الفهم الوظيفي، ولحسن الحظ، هناك طرق يمكنك من خلالها التفاعل لتظل منتجًا وأن تتمتع بعلاقة عمل جيدة مع زملائك.

فيما يلي بعض النصائح لإدارة وإصلاح العلاقة المتوترة في بيئة العمل.


ركز على الأفكار...وليس الأشخاص

بالتأكيد، من السهل أن تركز على شخصية زميلك الذي تشاجرت معه. وعلى الرغم من أن الصراع لا يبدو جيدًا أبدًا، إلا أنه قد يكون من المفيد أن تركز أكثر على الفكرة المطروحة وليس على شخصية زميلك الذي طرح الفكرة.

على سبيل المثال، لنفترض أنك تريد إعادة النظر في نظام برمجي لا يتفق معه أحد زملائك، وقد يبدو أن الشخص يمثل حاجزًا لمجرد أنه لا يتفق معك. ومع ذلك، من المفيد التعمق أكثر لمعرفة السبب. قد تكتشف أن معرفة هذا الزميل محدودة بنظام البرنامج ويشعر بالتوتر والخوف بشأن فهمه وأثر البرنامج على سير العمل. فقد يتطلب منك ذلك إنشاء خطة للاستماع إلى مخاوفه ومعالجتها.، بدلا من رفع مستوى سوء الفهم.


حدد الطريقة الأفضل للتواصل بينكما

التواصل السيء هو مصدر الخلافات بالنسبة للكثيرين، فإن الافتقار إلى التواصل الواضح يمكن أن يؤدي إلى زيادة الصراع.

إحدى أفضل الطرق للوصول إلى نفس المفهوم مع زميل هي تحديد أفضل طريقة للتواصل. وهنا يجب مراعاة شخصية الطرف الأخر. على سبيل المثال، قد تكون استراتيجيتك للتعامل هي أن تطلب عقد اجتماع سريع ومرتجل وجهًا لوجه، في حين أن زميلك قد يرغب في الجدولة لوقت لاحق حتى يتمكن من إعداد أفكاره.

لا أحد مخطئ في هذا السيناريو، ولكن تمهيد الطريق للتواصل أمر بالغ الأهمية حتى يتمكن كل منكما من إجراء حوار مفتوح حول الموقف بشكل مرضي للطرفين.


الأولوية للاجتماع وجها لوجه

أصبح التواصل الكتابي رائجًا الآن مع برامج مثل الواتس اب والبريد الإلكتروني. ومع ذلك، قد تؤدي بعض التواصل إلى نتائج أفضل إذا كانت وجهًا لوجه. فقد كشفت الأبحاث أن 55% من التواصل يكون غير لفظي، سواء من خلال لغة الجسم أو تعبيرات الوجه، توصل الرسالة بصوت غير مسموع. لهذا السبب، وسائل التواصل الخطي قد لا تنقل الصورة بشكل متكامل. لذلك، إذا رأيت أن الموقف متوتر، سواء في نظام الدردشة في مكان العمل أو شخصيًا، فحاول تحديد موعد لاجتماع وجهًا لوجه لمناقشة المشكلة.

إذا لم يكن من الممكن عقد اجتماع شخصي، فحاول ترتيب مكالمة فيديو. سيؤدي القيام بذلك إلى ضمان قدرتك على التقاط الإشارات غير اللفظية التي تضيف المزيد من الفروق الدقيقة إلى المناقشة.


اعرف متى يجب إشراك الوسيط

من الرائع أن تحاول التعامل مع زميلك بمفردك، حيث يمنحك ذلك فرصة لفهم زاوية زميلك ووجهة نظره، ويضمن عدم قيام طرف ثالث بتوصيل رسائل خاطئة أو مشوشة أو مغلوطة. وبالرغم ذلك، هناك أوقات قد يتصاعد فيها الخلاف إلى الحاجة إلى وسيط. يمكن أن يكون هذا الشخص رئيسك في العمل، أو مدير الموارد البشرية. على الرغم من أن هذه الخطوة يفترض أن لا تكون الخطوة الأولى التي تتخذها، إنما هي خيار متاح لنا.

ولكن إذا حدث الانقطاع في التواصل ولم يتحدث أحد إلى الشخص الآخر، أو إذا أصبح الحوار حادًا، سيكون هذا مؤشر لإحضار الوسيط للمساعدة في إعادة فتح المحادثة.


لا تطلق أحكاماَ

من المهم جدًا عدم إقحام اللوم الشخصي عندما تناقش زميلك. حاول التحدث عن كيفية تأثرك بالموقف والتركيز على ما تشعر به بدلاً من أي استنتاجات أو أحكام مسبقة بشأن زميلك. يمكن أن تساعد هذه الخطوة في خلق أرضية محايدة حيث لا يشعر زميلك باللوم أو الهجوم.


أستخدم رؤية الشركة لتوضيح التصور الكامل

هناك سبب وراء كون الشركات لديها مهمة ورؤية، ومن المفيد أن تتذكر أن كلا منكما لديه نفس الهدف، ألا وهو دعم العملاء. على الرغم من أنكم قد تختلفون في اسلوب القيام بذلك.لذلك، قم بإعادة الحوار إلى جوهر رؤية فريق المشروع، وابدأ في مناقشة كيف يمكن أن يؤثر حل هذا الخلاف على دعم رؤية الشركة. قد لا تكون هذه الخطوة قابلة للتطبيق في جميع الظروف، ولكنها يمكن أن تخلق نقطة حيث ترى فيها قيمة في حل النزاع وكيف يمكن للحل أن يطور أفكارًا تفيد الفريق بشكل أكبر.

هذه الحوار الجديدة قد يجعلك تبحث في شيء آخر وتشكر زميلك على إثارة هذه المشكلة. لأنك هنا لم تقم فقط بإدارة الصراع، ولكن من المحتمل أنك منعت حدوث خلل في تقديم خدمات الشركة.


التنفيس عن مشاعر الغضب والاستياء

في بعض الأحيان، يمكن أن يصبح الصراع في مكان العمل حادًا، وهناك أوقات يمكن أن تتغلب فيها المشاعر الشخصية على أفضل ما فينا. من الطبيعي أن تشعر بالغضب وتحتاج إلى التعبير عن هذه المشاعر. ومع ذلك، هناك طرق للقيام بذلك لن تؤثر سلبًا على علاقتك مع زميلك في الفريق، أو تضر بسمعتك. إذا كنت بحاجة إلى التنفيس عن مشاعرك أو التعبير عنها، فحاول القيام بذلك خارج بيئة العمل، مع صديق أو أحد أفراد العائلة.


آخر شيء تريده هو جلسة تنفيس مع زميلك لغرض زيادة توتر العلاقة.

العلاقات المتوترة لا يجب أن تكون إلى الأبد

سيتعين علينا جميعًا إدارة الصراع في وقت أو آخر، وهذا أمر طبيعي. ومع ذلك، تريد التأكد من أنك وزميلك تتعاملان مع خلافاتكما بطريقة تدفع المحادثة إلى الأمام.تذكر أنك أنت وزميلك في نفس الفريق ونفس القارب وأن الحل مفيد لك، ولزملائك الآخرين، وشركتك بأكملها.


نصيحة أخيرة: أبحث عما هو مشترك بينك وبين زملائك، واعمل على تدعيمه وبناءه بشكل أقوى لحل الخلافات وسوء الفهم.

11 views0 comments
bottom of page