top of page

مستقبلك مليء بالفرص أم المخاطر؟



معظم الناس تشعر بالمخاطر بشكل أعلى من شعورها بالفرص، وهنا تتشكل المخاوف السائدة لدى الناس التي غالبا لا تعرف كيف تتحكم فيها أو تستثمرها. كمثال، إذا نظرنا إلى المستقبل على أنه تهديد وفيه الكثير من المخاطر بدلاً من البحث في الفرص الاستثمارية المستقبلية فيه، فإننا نميل إلى تقليص آفاقنا الزمنية، والتركيز على اليوم، وقد نبني وجهة نظر واعتقادا يؤدي الى الخسارة. بعبارة أخرى، لن تجد وسيلة للابتكار. فكيف نساعد نفسنا على تنمية المشاعر التي ستساعدنا على تجاوز مخاوفنا؟


كيف تتغلب على المخاوف؟

أصبح تأثير عالم المتناقضات علينا عالي جدا، بحيث أصبحنا نرى كيف القوى الاقتصادية تعيد تشكيل الاقتصاد العالمي وتخلق ضغوطًا متزايدة ما بين التضخم والركود. وهكذا يبدأ الشعور بالمخاوف من المستقبل لدى الكثير من الناس، ولكن في الوقت نفسه تخلق هذه القوى الاقتصادية فرصًا جديدة تحتاج من يكتشفها.

فإذا ضاعفنا جرعات الخوف بداخلنا، فلن نتمكن من رؤية تلك الفرص المستقبلية الناشئة.


قد لا يمكننا الانتقال من الخوف الى الشجاعة والمبادرة مباشرة، ولكن قد نستطيع التدرج من الخوف إلى الأمل ثم الشغف.

ممارسة السرد المفتوح

لدينا جميعًا قصة شخصية، لكن القليل جدًا منا قد تحمل عناء التعبير عنها. إنها ليست قصتك الشخصية وعن ماضيك، إنما هو ما يتعلق برؤيتك للمستقبل (هل هي مخاطر أم فرصة؟)، وما الذي تريد تحقيقه في المستقبل، ونوع المساعدة التي تحتاجها من الآخرين، وهناك اسلوب روائي كمثال:

روايات مؤسسية: هذا الأسلوب الذي تسعى له كبرى الشركات عندما تحاول الخروج من الأزمات الاقتصادية، فتدعو عملائها والمساهمين لطرح رؤيتهم المستقبلية الطموحة بطريقة سرد مفتوح وقصص جميلة إيجابية يسودها النجاح والتطور. لمساعدة الأشخاص على "التفكير بشكل إيجابي مختلف يدعم الرؤية".

الروايات الجغرافية: تجذب الروايات القوية الناس إلى مكان ما أو مدن ودول توائمهم نحو أهداف عالية. كمثال السرد الملهم عن نجاح وادي السيليكون أو إمارة دبي.


بناء الشغف

يمكن أن تكون ممارسة السرد المفتوح والروايات حافزًا لإيجاد الشغف. وقد يكون للشغف أشكال مختلفة ومتنوعة، ولكن دعونا نركز على "شغف المستكشف" الباحث عن الفرص أو مستشرفين المستقبل.

غالبا مستشرفين المستقبل الإيجابيين سواء كانوا يعملون في بيئات العمل أم لا، فإن لديهم هذا الشغف. ولديهم تصرف عميق في البحث لأنه من طبيعتهم أن يكونوا متحمسين للتحديات غير المتوقعة ورؤيتهم على أنها فرص لدفع التأثير إلى مستوى جديد.

الأشخاص الذين يشاركون هذا الشغف لديهم أيضًا نزعة اتصال قوية. عند مواجهة التحديات، يكون رد فعلهم الأول هو السعي بنشاط للتواصل مع الآخرين الذين يمكنهم مساعدتهم في الوصول إلى إجابة أفضل بشكل أسرع.

ويجب ملاحظة إن الجمع بين الالتزام بزيادة التأثير الإيجابي، والشغف بشأن التحديات، والتواصل مع الآخرين لمواجهة تلك التحديات، يدفع التعلم والتأثير.

الأشخاص الذين لديهم هذا الشغف ليسوا بمنأى عن الخوف، لأنهم يعلمون أنهم قد يفشلوا، ولكن سيظلون يحاولون. بمعنى آخر، يعترفون بالخوف ويتعرفون عليه، وفي الوقت نفسه يزرعون الشغف الذي سيساعدهم على تجاوز التحديات والسعي إلى تحقيق أثر أكثر جدوى.


"يعلم متدربي ركوب الخيل والقفز على الحواجز أنهم يمكن أن يسقطوا من على ظهر الحصان ويتعرضون للإصابة والكسور أو العجز الكلي عن الحركة، ولكنهم يظلون يحاولون التدرب وكسر حاجز القفز لأعلى لأنهم متحمسون ويطمحون لكسب فرصة القيام بشيء لم يفعلوه من قبل ".

في هذه المرحلة، قد تعتقد أن عددًا قليلاً فقط من الناس لديهم شغف أو قادرون على جلب الشغف. هذا ليس صحيحًا تمامًا. لدينا جميعًا شغف المستكشف، ولدينا جميعًا تلك الرغبة في تعلم المزيد والقيام بذلك مع الآخرين. إذن ماذا حدث لنا؟، غالبا، هو عندما تعايشنا في المدارس وتعلمنا أن نحفظ ما يجب أن يقوله المعلم ثم نعيد تشغيله في الامتحانات لإثبات أننا نستمع. هنا بدأت مرحلة اختفاء شغف المستكشفين لدينا.

بدون شغف الاستكشاف والتعرف واستشراف المستقبل، لن نحصل على الابتكار الذي نحتاجه.

استغلال المنصات والتطبيقات

إذا ركزنا على المنصات وتطبيقات الأعمال التجارية والخدمات المجتمعية وتطبيقات التواصل الاجتماعي. يركز الأول على تسهيل المعاملات قصيرة الأجل مثل شراء وبيع المنتجات (كمنصات البيع بالتجزئة)، أما الأخير هو السائد استخداما، وهي جميع المنصات التي تساعدنا على التواصل مع الآخرين. ومع ذلك، هناك نوع آخر من التطبيقات والمنصات ذات الإمكانات الكبيرة التي لم تنتشر بشكل كبير بعد، كمنصات وتطبيقات التعليم والتدريب.

تم تصميم منصات التعلم لمساعدة المشاركين على التعلم بشكل أسرع من خلال أدوات التعلم عن بعد وطرح التحديات ومواجهة الفرص والمخاطر الجديدة. والهدف هنا هو إنشاء معرفة جديدة، وليس مجرد مشاركة المعرفة الحالية التي تقادمت وعفا عليها الزمن بمعدل متسارع.

قد لا يحدث هذا النوع من التعلم في فصل دراسي أو ندوة عبر الإنترنت أو ورشة عمل، إنما غالبا يحدث من خلال التفاعل والمشاركة والعمل الجماعي.


"يعتقد الجميع أن ركوب الخيل والفروسية هي رياضة فردية لأن هناك شخصًا واحدًا فقط فوق الخيل، ولكن لاحظ عندما ينزلون من ركوب الخيل، يجتمع جميع راكبي الخيل في مجموعات صغيرة للتحدث عن تجاربهم، وما تعلموه، وما لا يزالون بحاجة إلى تعلمه. إنهم يركزون باستمرار، كمجموعة، على كيفية التحسن وتحقيق المزيد والمزيد من التأثير ".

الملخص

على الرغم من أننا في عالم من المخاوف، إلا أن هناك فرصة جديدة متزايدة بشكل كبير تنتظرنا جميعًا. لإقتناص هذه الفرص ونصبح أكثر إبداعًا، نحتاج إلى تنمية الركائز الثلاث للتفاعل الإيجابي الذي سيساعدنا على تحدي الخوف والتغلب عليه: ممارسة السرد العام، وبناء الشغف، واستغلال التطبيقات والمنصات.


1. يوفر السرد العام الدعوة الصريحة للعمل من أجل شيء لم يتحقق بعد في المستقبل. وهو الحافز الذي يعطينا الدافع الضروري لاستبدال الخوف بالأمل والإثارة.

2. الشغف هو ما يدفعنا إلى الأمام، ويساعدنا في التغلب على العقبات. خاصة المعروف باسم شغف المستكشف.

3. ما لم نتعلم كيفية إنشاء معرفة جديدة وخبرات جديدة بناءً على معدل تغير العالم حولنا، فلن نكون ناجحين أبدًا. ومن الممكن التواصل مع الآخرين الذين مروا في تجارب مماثلة تجاوزا فيها الخوف والتعلم بشكل أسرع من خلال المنصات والتطبيقات، خاصة التي تعمل كمسرعات تسرع تقدمنا وتنميتنا وتساعدنا على تحقيق تأثير أكبر.


مع تمناياتي لكم بوافر التوفيق والحظوظ العظيمة

17 views0 comments
bottom of page