top of page
Writer's pictureMohammad Aljeemaz

المخاطر 1% ليست صغيرة

في عالم الأعمال، تُعتبر المخاطر جزءًا لا يتجزأ من أي مشروع، سواء كان صغيرًا أو كبيرًا. كثيرًا ما ينجرف أصحاب المشاريع وراء فكرة أن مشروعهم "مضمون"، مما يجعلهم يتجاهلون مخاطر تبدو صغيرة أو هامشية. لكن، هذه المخاطر الصغيرة يمكن أن تكون كالقشة التي تقصم ظهر البعير، وتسبب تعثر المشروع أو حتى انهياره.  

السؤال الذي يجب أن يُطرح دائمًا: كيف يمكن لمخاطرة صغيرة بحجم 1% أن تُحدث تأثيرًا مدمرًا؟

 

 ما هي المخاطر الصغيرة؟ 

هي تلك المخاطر التي تبدو غير مهمة عند التخطيط أو التنفيذ للمشروع، مثل:

خطأ بسيط في الحسابات المالية.  إغفال عامل خارجي كالتغيرات في السوق.  تجاهل تطوير منتج أو خدمة ليواكب المنافسة.

 تأثير كرة الثلج تُشبَّه المخاطر الصغيرة بكرة ثلج تبدأ صغيرة وتنمو تدريجيًا مع مرور الوقت إذا لم يتم معالجتها.

إذا كان هناك خطأ بسيط في عقد أحد العملاء ولم يُلاحظ، قد يؤدي إلى خسارة العميل لاحقًا، مما يضعف سمعة المشروع.

تأثير كرة الثلج هو مفهوم شائع في عالم الأعمال يُستخدم لوصف كيف يمكن لمشكلة صغيرة، إذا لم يتم التعامل معها في الوقت المناسب، أن تتفاقم مع مرور الوقت وتؤدي إلى عواقب كبيرة جدًا، غالبًا بشكل غير متوقع. لفهم تأثير كرة الثلج بشكل أعمق، سنقسم هذا الموضوع إلى عناصر رئيسية مع أمثلة تطبيقية في سياقات مختلفة.

 

تأثير كرة الثلج يشير إلى تراكُم مشكلة صغيرة مع الوقت وتحولها إلى أزمة كبيرة. يشبه ذلك كرة ثلج صغيرة تتدحرج من أعلى التل، ومع كل دوران تكتسب حجمًا ووزنًا أكبر، حتى تصبح ضخمة وغير قابلة للتوقف.


البداية الصغيرة (بذرة المشكلة): تبدأ المشكلة صغيرة لدرجة تبدو غير مؤثرة أو غير ملحوظة. يمكن أن تكون خطأ في البيانات، أو سوء فهم صغير، أو قرار بسيط غير مدروس. "خطأ بسيط في صياغة بند في عقد مع عميل أو شريك". 

الإهمال (التجاهل أو التقليل من الخطورة): عندما لا تُعالج المشكلة في بدايتها، تتفاقم بسبب التراكم أو تفاعلها مع عوامل أخرى، مثل تغيرات السوق، أو أخطاء أخرى مترتبة عليها. "تجاهل مراجعة العقد أو افتراض أن الطرف الآخر لن يلاحظ الخطأ". 

التعقيد المتزايد: كلما طال الوقت دون حل، تصبح المشكلة أكثر تعقيدًا، مما يجعل الحل أصعب وأكثر تكلفة من حيث الوقت والموارد. "عندما يظهر الخلاف بناءً على هذا البند، قد يؤدي إلى نزاعات قانونية مكلفة وطويلة". 

التأثير الكارثي: في نهاية المطاف، يمكن أن تؤدي المشكلة إلى انهيار المشروع أو خسارة كبيرة. غالبًا ما يكون التأثير النهائي أكبر بكثير من حجم المشكلة الأصلية. "خسارة العميل أو الشريك، وتضرر سمعة الشركة في السوق".

 

كذلك في الجودة والإنتاج:

البداية الصغيرة: خلل بسيط في جودة منتج، مثل عيب في جزء صغير غير ظاهر. 

الإهمال: عدم معالجة المشكلة بسبب اعتقاد أن العملاء لن يلاحظوا. 

التعقيد المتزايد: تكرار المشكلة في عدة منتجات يؤدي إلى تذمر العملاء وانتشار الشكاوى. 

التأثير الكارثي: خسارة العملاء، تراجع المبيعات، وربما استدعاء المنتج بشكل كامل.

 

لماذا يحدث تأثير كرة الثلج؟

الاستهانة بالبدايات: المشكلة تبدأ بشكل بسيط لدرجة أن المديرين أو أصحاب القرار قد يرونها غير جديرة بالاهتمام.

قلة الموارد: في بعض الأحيان، يُتجنب التعامل مع المشكلات بسبب نقص الموارد أو الوقت.

سوء التواصل: عدم وجود تواصل فعال داخل الفريق يمكن أن يمنع وصول المشكلة إلى الشخص المناسب الذي يمكنه حلها.

الاعتماد على الحظ: الاعتقاد بأن المشكلة ستختفي أو تُحل من تلقاء نفسها دون تدخل.

 

كيف يمكن تجنب تأثير كرة الثلج؟

الاهتمام بالمشكلات الصغيرة فور ظهورها: عند ملاحظة أي خلل، حتى لو بدا بسيطًا، يجب التحرك فورًا لمعالجته.

تطبيق آلية التحليل الجذري: ابحث عن الأسباب الجذرية لكل مشكلة بدلًا من علاج الأعراض فقط.

متابعة مستمرة: قم بمراجعة دورية للعمليات والعقود والجودة لتحديد أي مشاكل صغيرة قبل أن تتفاقم.

بناء ثقافة وعي داخل الفريق: شجع الموظفين على الإبلاغ عن أي خلل فور ملاحظته، مهما بدا صغيرًا.

استخدام أدوات مراقبة وتحليل: مثل برامج إدارة المشاريع أو نظم الجودة، التي يمكنها كشف أي خلل صغير في وقت مبكر.

إن فهم تأثير كرة الثلج والعمل على منعه يمكن أن يكون الفرق بين مشروع ناجح وآخر يواجه الفشل. لا تقلل أبدًا من قوة مشكلة صغيرة؛ يمكن أن تكون نقطة البداية لنهاية مشروع كامل.

 

دروس من الواقع

رغم هيمنة "كوداك" على صناعة التصوير الفوتوغرافي، تجاهلت الشركة أهمية التحول الرقمي في بداياته. كان هذا القرار الصغير، الذي اعتبروه مخاطرة غير مبررة، سببًا رئيسيًا في انهيار الشركة بعد سنوات.

كذلك، كثير من أصحاب المطاعم يعتبرون عدم الاستثمار في التسويق مخاطرة صغيرة، ويعتمدون فقط على الموقع أو الزبائن القريبين. هذه المخاطرة البسيطة تؤدي غالبًا إلى فقدان المنافسة أمام المشاريع الأكثر إبداعًا في استراتيجياتها التسويقية.

 

أسباب تجاهل المخاطر الصغيرة

الثقة الزائدة: الثقة بأن المشروع "مضمون" تؤدي إلى تجاهل عوامل غير متوقعة.

التكاليف القصيرة المدى: غالبًا، يتم تقييم المخاطر من منظور قصير المدى فقط، دون التفكير في العواقب بعيدة المدى.

نقص الخبرة أو التخطيط: بعض رواد الأعمال يفتقدون إلى مهارات تحليل المخاطر، مما يجعلهم يتجاهلون ما لا يفهمونه.

 

 كيف تتعامل مع المخاطر الصغيرة؟

تقييم المخاطر بانتظام: قم بوضع قائمة دورية بجميع المخاطر المحتملة، مهما كانت صغيرة، واختبر تأثيرها على مشروعك.

تطبيق قاعدة "ماذا لو": اسأل نفسك دائمًا: ماذا لو حدث هذا الخطأ؟ كيف يمكن أن يؤثر على المشروع؟

بناء خطط طوارئ: حتى للمخاطر الصغيرة، يجب أن يكون لديك خطط واضحة للتعامل معها.

التعلم من أخطاء الآخرين: راقب قصص المشاريع الأخرى واستفد من تجاربهم لتجنب الأخطاء.

 

النصيحة الذهبية

لا يوجد شيء مضمون 100%. المشاريع الناجحة هي تلك التي تتعامل مع المخاطر، مهما كان حجمها، بجدية. التعامل مع المخاطر الصغيرة باحترافية يعكس مدى وعيك كرائد أعمال، ومدى استعدادك لتحويل حتى التحديات الصغيرة إلى فرص للتطوير. في نهاية الأمر، المخاطر الصغيرة ليست صغيرة على الإطلاق. إنها قنابل موقوتة تنتظر اللحظة المناسبة لتنفجر. عندما تتجاهلها، فإنك بذلك تمنحها فرصة لتكبر وتُصبح غير قابلة للسيطرة. 

لذا، تعلّم أن تُقيّم كل مخاطرة، مهما بدت بسيطة، واجعلها جزءًا أساسيًا من استراتيجيتك لضمان نجاح مشروعك على المدى البعيد.

15 views0 comments

Comments


bottom of page