أفادت الدراسات 97% من رواد الأعمال الذين شملهم الاستطلاع أن المستشار أو المرشد كان لهم قيمة كبيرة في دعم أعمالهم وتطويرها، ومع ذلك، فإن 37% فقط من رواد الأعمال لديهم مرشد. من الواضح أن المحترفين لديهم مقاومة عالية جدا في تقبل فكرة الإرشاد.
ولكن هل لديك شخص يمكنك اللجوء إليه لطرح أسئلة حول مهنتك أو يمكنه يوسع لك المدارك حتى تتحرك بحرية في رحلة النجاح؟ أظن كل واحد منا يحتاج أن يتعرف على شخص يعتبر هو سند له ومرشد نستنير منه الرأي الأخر والتصور عن رحلة النجاح.
لقد قيل الكثير عن أهمية وجود مرشد في حياتنا المهنية، ولكن لا يمكن التأكيد بشكل كافٍ على الفائدة التي يمكن أن يحققها هذا الشخص لتطلعاتك المهنية. لنتعرف على الأسباب التي تجعل الموجهين والمرشدين ضروريين وبعض النصائح حول كيفية العثور عليهم:
هناك علاقة بين المرشدين والإيراد العالي
إن الإحصائيات أظهرت 25% من الموظفين الذين التحقوا ببرنامج التوجيه والإرشاد تغيروا في نسبة الإيراد، مقارنة 5% فقط من أولئك الذين لم يكن لديهم مرشد. كما تبين الإحصائيات عن وجود صلة بين وجود مرشد يمكنه يوجهك مما تؤدي الى تحقيق إيرادات أعلى. ومن أحد مصادر الدعم الأساسية التي يمكن أن يقدمها المرشد هو التوجيه والتدريب والكوتشنج.
يمكن أن تؤدي هذه الزيادة في المعرفة إلى زيادة قيمة شركتك وكذلك يؤدي إلى مكاسب مالية. بالإضافة إلى ذلك، لديك شخص بجانبك من المحتمل أن يكون في الشركة لفترة طويله يمكنه تقديم إرشادات حول كيفية نشر ثقافة الشركة وتفعيل علاقة التكامل. في النهاية، يمكن للمرشد المناسب أن يزيد من فرصتك في رؤية زيادة الإيراد.
زد من نجاحك وسعادتك في العمل
بعض الدراسات كشفت أن تسعة من كل 10 رواد الأعمال لديهم مرشد مهني يقولون إنهم سعداء في وظائفهم. من المرجح أن يحصل هؤلاء الأفراد على أجور جيدة ويعتقدون أن مساهماتهم ذات قيمة. تشير البيانات بأغلبية ساحقة إلى فكرة أن الموجهين يؤثرون بشكل كبير على الرضا وسعادتهم في العمل. مرة أخرى، تشمل الفوائد تقديم نصائح مفيدة، وإشراكهم في دوائر العمل الجماعي، وكونهم مصدرًا عامًا للمعلومات. في نهاية المطاف، يعد الموجهون مصدرًا لدعم المبادرين، مما قد يؤثر بشكل كبير على السعادة والرضا في مكان العمل على المدى القصير والطويل.
حافظ على عملك لفترة أطول
أشارت قناة سي أن بي سي إلى أن 4 من كل 10 أشخاص لديهم مرشد، أشاروا أيضًا إنهم سيبقون في وظائفهم لفترة أطول. تتمثل إحدى الطرق المباشرة للتعرف على سمعة الشركة وإمكانية استمرارها في معرفة ما إذا كان الموظفون يحبون البقاء من عدمه. ويمكن للمرشد أن يساعد في هذه الإحصائيات.
يمكن أن يساعدك المرشد في التنقل وتجنب بعض الأخطاء التي يمكن أن تؤثر سلبًا على حياتك المهنية. هذا يثري تجربتك في العمل في الشركة ويزيد من احتمالية بقائك على المدى الطويل. قد يكون ترك وظيفة لغرض آخر بمثابة انتقال ضروري، ولكن وجود مرشد يوجهك، يمكن أن يضمن حصولك على أقصى استفادة من تجربة عملك الحالي الخاصة بك وأن لا تتحرك إلا عندما تكون مستعدًا.
الوصول إلى أهدافك
من المرجح أن يحقق رواد الأعمال أهدافهم بنسبة 70% إذا شاركوها مع شريك - وهو دور يمكن أن يلعبه المرشد بالتأكيد. فكر في آخر مرة أخبرت فيها شخصًا عن خطة أو فكرة رائعة كانت لديك. ما هو تأثير ذلك عليك؟ بالنسبة للعديد من الأشخاص، فإن إخبار شخص ما بمشروع ما يجعل الموقف أكثر واقعية، حيث يمكن للشخص الآخر الذي يعرف خططك أن يطرح عليك أسئلة حول التقدم ويحافظ على مسؤوليتك. المرشد هو شخص ممتاز للقيام بذلك.
لا يعرف هذا الشخص نقاط قوتك ونقاط ضعفك فحسب، بل يمتلك أيضًا بعض البصيرة في مسار حياتك المهنية ويمكنه تشجيعك أو تقديم إرشادات حول كيفية تحقيق الأهداف التي حددتها لنفسك. يقول الشاعر أنطوان دو سانت: "إن الهدف بدون خطة هو مجرد أمنية". ويمكن أن يساعدك المرشد في التنقل في خطتك للوصول إلى أهدافك.
قلل من أخطائك
يقدم الموجهون الكثير من القيم، ولكن هناك قيمة ربما لم تفكر بها: هي المساعدة على التركيز. وفقًا لدراسة أجرتها هارفارد بيزنس ريفيو، 84% من الأفراد الذين لديهم مرشدين فقد تجنبوا الأخطاء المكلفة. لأنهم يقدمون نصائح حول التعامل مع المشروع أو يوفرون بعض الإشراف الإضافي إذا كانوا يعملون مباشرة مع العملاء.
التركيز الصحيح يساعد على ارتكاب أخطاء أقل. تجدر الإشارة إلى أن هذا الجانب لا يساعد فريق العمل فحسب، بل يمنح الشركة أيضًا ميزة. قلة الأخطاء تعني إنتاجية أفضل وخدمة عالية الجودة. والنسبة للشركات التي تفكر في إنشاء برنامج إرشاد دوري لفريق العمل ستعتبر هذه ميزة كبيرة.
الإرشاد أمر لا بد منه
غالبًا ما يتم تأطير الإرشاد على أنه "شيء ممتع" وليس "أمرًا ضروريًا". في الواقع يعود الإرشاد بالفائدة على جميع المعنيين، كما أن الفائدة يتم حصادها عل المدى البعيد. من تقليل الأخطاء إلى الحصول على الترقيات ومكافأة أعلى، يكون الإرشاد مسؤولاً عن مجموعة متنوعة من المزايا. لذلك، تحقق مما إذا كانت شركتك تقدم برنامجًا إرشاديًا، أو ابدأ في البحث داخل شبكتك خارج العمل إذا لم يكن هناك برنامج. إليك بعض النصائح للعثور على مرشد إذا لم يكن لدى شركتك برنامج إرشاد:
1. تواصل مع مستشار أو خبير أو كوتش محترف تريد التعلم منه. يمكنك أن تطلب منه اجتماعًا لتناول القهوة (شخصيًا أو افتراضيًا) واسأله عن العمل الذي يقومون به.
2. انضم إلى مجموعة من المهنيين. ستتعرف على العديد من القطاعات ومجموعات مهنية تقدم امتيازات مثل ورش العمل أو الاجتماعات أو حتى الشهادات. سيكون هناك عدد البرامج الإرشادية التي يمكنك المشاركة فيها.
3. ضع جدول زمنيًا للإرشاد. يمكن أن تختار أن تكون العلاقات الإرشادية طويلة الأمد لحياتك المهنية، أو قد يستمر لفترة معينة فقط أو لفترة محددة من حياتك. أنت من يحدد ذلك.
4. اسأل دائمًا كيف يمكنك المساعدة. أثناء وجود الموجهين لمساعدتك، لا تنس أن هذه العلاقة هي طريق ذو اتجاهين. اسأل عما إذا كان هناك أي طريقة يمكنك من خلالها المساعدة وتقديم خبرتك.
في النهاية، أنت لا تعلم كيف يمكن أن يكون هذا الشخص (المرشد) إضافة استثنائية إلى حياتك المهنية بالإضافة إلى تطورك الشخصي، لذا اجعل العثور على مرشد أولوية هذا العام خاصة في ظروف الجائحة.
وتقبلوا مني فائق الإحترام والتقدير
Comentários