هل استيقظت يومًا من الصباح وأنت تشعر بالملل والكسل؟ وعقلك تقريبا متوقف عن التفكير، عقلك ضبابي، لا يمكنك التركيز، بالرغم من أنك نمت ساعات كفاية، ولكن النتيجة غريبة وغير مريحة.
من أين يأتي هذا الشعور؟ قد يكون تراكم الأفكار والمواضيع المفتوحة غير المغلقة من دون حلول قبل النوم، تؤدي الى نتيجة لعدم اليقين أو الإغلاق الذهني المطول، ربما لأننا لم نعتد على إغلاق جميع مواضيعنا قبل النوم بالليل، أو حتى نضع حلول استباقية للغد للتحرك في جدول واضح من الصباح الباكر، إذا كنت قد مررت بذلك، فأنت تعرف تمامًا ما أتحدث عنه.
أريد أن أشارك في بعض الاستراتيجيات لمساعدتك على العمل حتى لا تكون مقيدًا بعد الآن، ويمكنك إعادة إشعال طاقتك وإحساسك لتصل الى أهدافك اليومية، لذلك نحن نتحدث عن هذا الافتقار إلى الفرح وعدم وجود هدف حيث تشعر بالركود، الحياة فارغة تقريبًا، تبدو رتيبة، تمتزج الأيام مع بعضها البعض، هذا الشعور في الواقع، ينطوي على مجموعة من المشاعر ووفقًا لرأي علماء النفس، ويُطلق على هذا المصطلح في أبحاث السلوك الاجتماعي اسم "الكسل"، قد يكون كسل ذهني أو كسل بدني.
وقد صاغ هذا المصطلح لأول مرة من علماء الاجتماع وعلماء النفس المهتمين في فهم سبب عدم ازدهار الأشخاص غير المكتئبين، كأن هناك شيء يعيقهم، وغياب الشعور بالرضا عن الحياة، والخطر في هذا هو أنه عندما تكون في هذه الحالة، قد لا تلاحظ حتى ما يحدث، ولا تلتقط نفسك، وتبدأ في عزل نفسك وبسبب ذلك، لا تسعى عادةً إلى الدعم أو تفعل الكثير لمساعدة نفسك، إنها حالة مربكة للغاية، فماذا نفعل حيال ذلك؟
حسنًا، هناك بعض الإستراتيجيات البسيطة التي يمكن أن تساعدك في التغلب على كسلك حتى لا تشعر بالملل بعد الآن، بل تشعر بالنشاط من جديد، وأول إجراء قد تبدأ به، هو أنك تأخذ وقتًا لتحديد وتشخيص ما تشعر به، وأجد هذا الأمر مفيد عندما يؤدي كسلك إلى الإحباط، مثل لماذا لا أستطيع التركيز، أو لماذا لا أشعر بالحافز للعمل على أهدافي، هل توقفت عندي الخلايا الدماغية ممن التفكير، وهي جزء من عملية اكتشاف التهديد في دماغك، يقول ماثيو ليبرمان مدير مختبر علم الأعصاب الإدراكي الاجتماعي عندما تضع المشاعر في كلمات فإنك تقوم بتنشيط منطقة الفص الجبهي وهو الجزء من الدماغ الذي نستخدمه للتفكير العقلاني والمنطق ورؤية استجابة مخفضة في الخلايا الدماغية من خلال مراقبة الذات وتحديد حالتك، وسيكون لديك قدرة أكبر على اختيار استجابتك في هذه اللحظة، لذا أولاً وقبل كل شيء قم في تحديد وتشخيص ما تشعر به.
الاستراتيجية الثانية الضرورية هي في الواقع أخذ إجازة أو استراحة للسماح لدماغك ببعض الوقت من الراحة، دماغك مثل الآلة عندما ترتفع حرارتها أو تزيد عن طاقتها تتوقف عن العمل وعليك إيقاف تشغيلها وإعطائها بعض الوقت لتبرد، خاصة إذا كان ميلنا في التعلق العالي بأجهزتنا، وبشكل متواصل طوال اليوم، وقد اختبرت ذلك بنفسي. لأننا غارقون في المعلومات وهواتفنا في متناول اليد لدرجة أننا لا نسمح لأنفسنا بالوقت للعزلة عندما نتواصل مع الناس كما نفعل في العمل، وحتى عندما ننظر إلى هواتفنا وأجهزتنا، فإن دماغنا مشغول ويستخدم الطاقة في استيعاب البيانات ومعالجتها إذا لم نمنح عقلنا الوقت للراحة من خلال النظر بعيدًا عن الشاشة، فنحن لا نسمح لدماغنا بالوقت لإيقاف التشغيل والتجديد، ونصبح مستنزفين معرفيًا، وتنفد بطاريتنا العقلية، ويكافح العديد من الأشخاص أيضًا للبقاء بمفردهم مع أفكارهم ويؤجلون هواتفهم تقريبًا مثل استراتيجية التجنب ولكن هذا يؤدي فقط إلى الشعور بمزيد من القلق.
لذا فإن بعض الأشياء التي يمكن أن تساعدك، وهي بعض "التأمل اليقظ"، انظر ما إذا كان يمكنك أن تفعله كمثال تنزيل تطبيق مجاني أو العثور على مقطع صوتي على اليوتيوب يرشدك خلال عملية تأملية أو يمكنك محاولة تهدئة عقلك بإغلاق عينيك وأخذ نفس عميق طويل والعد ببطء أو الذهاب إلى المشي في المنطقة أو المول بدون هاتفك المحمول.
الاستراتيجية الثالثة هي الانخراط في شيء يسمى "التدفق"، هو مصطلح صاغه عالم النفس ميهاي والذي يشير إلى حالة من المشاعر والدخول في حالة من الاستمتاع العميق والإبداع والمشاركة الكاملة في الحياة، فما هي بعض الأمثلة على التدفق؟، هل سبق لك أن فعلت شيئًا استمتعت به حقًا وفقدت إحساسك بالوقت تمامًا، ربما كنت تبتكر فنًا أو تتعلم مهنة أو برنامج جديدًا، ربما تبتكر تمرين جديد لصالة الألعاب الرياضية، ربما تجد ابتكار موسيقا جديدا على آلة موسيقية أو ابتكار في لعبة ورق، وخلال هذا النشاط المشاعرية عادةً في حوالي 15 دقيقة تبدأ بالدخول في حالة التدفق، ولكن بمجرد دخولك، تشعر بالنشاط بشكل لا يصدق.
مفتاح الدخول في حالة التدفق هو التخلص من المشتتات، ضع الهاتف بعيدًا، أغلق وسائل التواصل الاجتماعي وجميع علامات التبويب على جهاز الحاسوب الخاص بك، وحاول أن تكون في مكان هادئ، تريد أيضًا التخلص من المشتتات الداخلية أيضًا، لذا انظر ما إذا كان بإمكانك تدوين كل شيء في ذهنك، أفكارك، مخاوفك، قم بإفراغ كامل للعقل قبل أن تبدأ، وكذلك التركيز فقط على مهمة واحدة، لا تحاول القيام بمهام متعددة، ومفتاح آخر لكونك في حالة تدفق هو أنك تريد أن تكون المهمة فيها قليلاً من التحدي، بمعنى أنك تريد أن يكون عقلك مشغولًا ولكن ليس في شيء صعبًا للغاية، لذا فكر فيما كنت تفعله في المرة الأخيرة التي دخلت فيها حالة التدفق وكرر نفس النمط والاستراتيجيات التي تجعلك في حالة التدفق والنشاط.
الإستراتيجية الأخيرة، هي إستراتيجية واضحة وضرورية للتحفيز. حدد لنفسك أهدافًا صغيرة قابلة للتحقيق. أحد الأسباب التي تجعلنا نشعر بالفراغ ونفتقر إلى الدافع هو أننا نشعر وكأننا لا نعمل من أجل أي شيء. لا يوجد شيء نتطلع إليه. لذا ماذا نريد أن نفعل؟ نريد أن نعطي أنفسنا شيئًا نتطلع إليه من خلال تحديد أهداف صغيرة جدًا تشكل تحديًا قليلاً، ولكنها قابلة للتحقيق تمامًا.
عندما تحقق هدفًا صغيرًا وتبذل بعض الجهد لتحقيقه، فإن الشعور بتحقيقه بالفعل يمكن أن يكون مذهلاً. تحصل على هذه الجرعة الرائعة من الدوبامين التي تنشط مسارات المكافأة مما يمنحك دفعة من الدافع حتى ترغب في الاستمرار. والأهم من ذلك، تريد الاحتفال بهذه الانتصارات الصغيرة أيضًا والجهد الذي بذلته لتحقيقها بالفعل.
لذا لديك أربع استراتيجيات للمساعدة في التغلب والكسل والتجمد الذهني، حتى تشعر بالنشاط والاستعداد لمواجهة العالم أو على الأقل تشعر بمزيد من التحفيز للنهوض من السرير كل صباح بكامل طاقتك، وهو ما يزال فوزًا يستحق الاحتفال به آمل أن تكون قد وجدت هذه النصائح مفيدة.
Comments