جميعنا نطارد شيئا ما، قد يتلخص في السعي الى المزيد من المال و المزيد من وقت الفراغ للاستمتاع بالحياة.
والبعض في مرحلة ما بعد مضي سنوات من الخدمة بالوظيفة الحكومية أو القطاع الخاص، قد يجد الرغبة بالتوجه الى العمل كمدرب أو مستشار أو خبير، ولكن هذا الشيء لا يتحقق من تلقاء نفسه، إنما يحتاج الى تنظيم وصقل الخبرات والمهارات لتحقيق هذا الهدف.
لقد عملت مع العديد من القيادات والإشرافيين في القطاع العام والخاص الذين يطمحون إلى إطلاق وتوسيع أعمالهم ليصبحوا مستشارين وخبراء أو موجهين وحتى مدربين. وقد لاحظت أن الذين عملوا في قطاع الخاص والشركات، لديهم أكثر قابلية وقدرة على التحول الى قطاع الأعمال الاستشارية، ومتحمسون للاستفادة من خبراتهم لمساعدة المؤسسات على الازدهار وتحقيق أفضل النتائج.
والسبب المنطقي لهذه الظاهرة، هو أن أفراد القطاع الخاص على دراية بالاستراتيجيات التي تجذب العملاء، فمن الصعب جدًا الحصول على عقد عمل استشاري وانت غير ملم في كيفية جذب العملاء وتسويق نفسك في قطاع سوق الأعمال الاستشارية.
بداية الطريق
من أجل أن تكون ناجحًا، يجب أن يكون لديك نظام وبرنامج ذو قالب سهل لجذب العملاء. إن وجود نظام مطمئن للغاية، ويخلق الثقة بأنك على المسار الصحيح. بعد ذلك، فقط مسألة تنفيذ. لأنه عندما لا يكون لديك نظام قابل للتطبيق، فسيكون الأمر صعبًا عليك في التسويق والتواصل مع العملاء، وقد تأخذ الكثير من الطرق الالتفافية، وترتكب الكثير من الأخطاء (التي يمكن تجنبها)، وتضيع الكثير من الوقت والمال في الإجابة على سؤال "هل أنا على الطريق الصحيح" والشك في نفسك.
فلنتشارك في استراتيجيات من شأنها أن تمنحك التوجيه والزخم، ومن خلال تجنب نظرية التجربة والخطأ. لأنه لا داعي لذلك:
تعرف على خبراتك ومهاراتك
تتمثل هذه الإستراتيجية في تحديد مجال خبرتك ومهارتك الشخصية التي تمثل حجر الأساس لممارسة الأعمال الاستشارية أو حتى التدريب.
إذا، ما هي المنطقة التي تعتقد أنك عبقري فيها؟ هي الخاصية الجميلة التي تتلاقى فيها مواهبك، ومصداقيتك، واهتماماتك وشغفك كمستشار جديد، وحتى لو شعرت أنك في بداية الطريق، تجاهل هذا الشعور لأن لديك سنوات من الخبرة والتجارب والعلاقات التي يمكنك الاستفادة منها لبدء تأسيس مشروعك الخاص.
وبعدها أبدأ في طرح الأسئلة، ما هو الشيء الذي كنت تتمنى أن تفعله أكثر من أي شيء أخر؟ أو بطريقة أخرى، ما هو التحدي المتكرر الذي ساعدت الآخرين على حله؟ ما هو الشيء الرئيسي الذي جعل زملائك يبحثون عن خبرتك؟
فكر في هذه الأسئلة وستصل إلى المصباح السحري الذي بداخلك، وهنا تقع منطقة العبقرية الخاصة بك!
نقل خبرتك إلى الأشخاص المناسبين
الآن بعد أن تعرفت على خبرتك الأساسية، فأنت تريد نقل هذه الخبرة إلى الأشخاص المناسبين وجذب انتباههم ومشاركتهم عبر مثلا المدونات أو بودكاست أو سيرة ذاتية أو مقالة على اللينكد-إن كمثال على كيفية القيام بذلك، أو استخدام أي وسيلة أخرى! المفتاح هنا هو معرفة أين هو "موقع" عملاؤك المثاليون، سواء في الحقيقة أو العالم الافتراضي، وماهوا المحتوى الذي يتناولونه.
ركز على إنشاء رسائل مؤثرة تستهدف عملائك المثاليين. وبمجرد حصولك على رسالتك واتصالك بعميلك المثالي، يمكنك أن تصبح رائدًا فكريًا في مجالك وتحصل على التقدير الذي تستحقه. وستجعل هذه الإستراتيجية من السهل جدًا على عملائك المثاليين العثور عليك والتعاقد معك.
قم بتوسيع دائرة التواصل
هذه الإستراتيجية تقوم على توسيع نطاق وصولك وتقليص الوقت اللازم لنجاح الأعمال. هناك طرق لا حصر لها لجذب انتباه الأشخاص الذين من المفترض أن تعمل معهم.
تتمثل إحدى الطرق في تقديم فعاليات أو محاضرات مجانية تعرض فيها خبرتك. قم بدعوة زملائك ومعارفك الذين يمكنهم الاستفادة. وأيضًا توصيات عملائك المثاليين إلى الفاعلية. وتذكر أنك لم تبدأ من الصفر، إنما قم بإنشاء الفعالية التي تمكنك من إدراج تجاربك وخبراتك في الحياة والتي لمستك طوال حياتك المهنية بأكملها.
كمثال: كان عملي مع شركة السيارات هو أحد ارتباطاتي في سوق قطاع الاستشارات والتوجيه والتدريب في سوق السيارات. وهنا بدأت عملية النمو لدي من قبل زميل عرفني على رئيس قسم التدريب في أكاديمية العربات الدولية. وبهذا التوقيت عرفت أنه حان الوقت للاستفادة من السمعة والمعارف والاتصالات لتنمية أعمال الاستشارات.
توقف عن إهدار ما لديك
تذكر لديك موارد محدودة. لا يوجد الكثير من الوقت في اليوم للاستثمار. وبالرغم من ذلك، تنمو معظم الشركات الصغيرة من خلال نظرية التجربة والخطأ. وهي الطريقة الأقل فعالية. إذا، عليك أن تتوقف عن هدر الوقت والمال وأن تركز استثماراتك بأكثر الطرق فعالية وكفاءة.
هذا يعني أن تكون إستراتيجيًا بلا هوادة حول أفعالك، ولا تركز على تعديل أي شيء آخر في أعمالك حتى يتم حل هذا الأمر. وإلا فسوف تضيع المزيد من الوقت والمال على أنصاف الحلول.
احصل على آفاق أفضل
إن إتمام عملية البيع تعتبر صعبة وتستغرق وقتا طويلا. والإستعانة في مندوب المبيعات الجيد هو تقصير دورة المبيعات وإتمامها بشكل أكثر ربحية وبشكل أسرع. لسوء الحظ، يركز معظم الناس على إتمام البيع عندما يكون المال في مقدمة الأولويات. متناسين الجانب النفسي ورضاء العميل. فإذا كنت ترغب في كسب المزيد من المال، ركز في الحصول على فرص أفضل ذات احتمالية كبيرة. خذ الوقت الكافي لمعرفة من هم أفضل عملائك وكيفية استنساخهم. تعرف على أفضل الطرق للحصول على المواعيد وتوقف عن إضاعة الوقت في الانتظار عن أنشطة وفعاليات لتنمية أعمالك، وتعلم القنص للفرص الحقيقية.
إبرام المزيد من الصفقات
المفتاح هنا هو معرفة ما يكفي عن سيكولوجية العميل لفهم دوافع الشراء لدى العميل المحتمل لمساعدته على التعامل معك، لأن إتمام عملية البيع هي عملية منهجية يمكن لأي شخص تعلمها، بحيث ألا يكون انتهازيًا أو بغيضًا، إنما يجب ببساطة أن يكون منهجيًا وقائمة على سيكولوجية رضا العميل.
يجب أن تكون لديك خطوات وإجراءات مجربة ومتينة لتقديم عرضك بطريقة يفهم فيها العميل المحتمل سبب رغبته في التعامل معك.
احصل على عملاء أكبر حجما
إذا كانت لديك عمليات بيع قوية لجذب العملاء وإتمام عملية البيع، فإن خطوتك التالية هي التعلم على كيفية الحصول على عقود بقيمة أعلى لعملاء بحجم أكبر. فلا يوجد شيء أكثر إثارة من تحويل العقود من المشروعات الصغيرة الى المتوسطة ثم الكبيرة.
ستضعك هذه العقود على مسار نمو مختلف تمامًا، مسار يحقق أرباحًا ضخمة إلى المحصلة النهائية.
أحرص أن لا تطبق هذه الإستراتيجية حتى يكون لديك نظام قوي مبني على جلب العملاء الأصغر المربحين الذين يحافظون الولاء لك ويقومون على فتح الأبواب الكبيرة من أجلك.
هل أنت مستعد للاستفادة من مواهبك وخبراتك لمساعدة الآخرين على أن يصبحوا أفضل مستقبلا مما هم عليه حاليا؟
إذا كانت الإجابة بنعم، فاتبع هذه الاستراتيجيات وابحث عن أفكارك العبقرية، وحدد العملاء المثاليين وتواصل معهم، وأطلق العنان لكل ما تملك من خبرات ومهارات لبناء مستقبلك الاحترافي.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
Comments