اليوم، البطالة أصبحت متزايدة نسبيا، وهذا يعني أن معظم أصحاب المواهب الجيدة؛ هم من يحصلون على العمل بالفعل. ولا ننسى أنه أصبح الموظفون حاليا يتمتعون بحرية العمل في أي مكان تقريبًا، وأصبح الحفاظ على المواهب وجذب المواهب الجديدة أكثر صعوبة، بالرغم من زيادة أهميتها أكثر من أي وقت مضى.
أظهرت أغلب الدراسات، أن 45% من الموظفين يتركون العمل بسبب نقص فرص التعلم أو التطوير المهني، والشركات التي لا تشرك قوتها العاملة في خطة لتنمية المهارات تكون في وضع غير مؤات عندما يتعلق الأمر بجذب الموظفين الموهوبين وتطويرهم والاحتفاظ بهم. دعونا نستكشف كيف يمكن استخدام التدريب والتطوير للمساعدة في تحقيق هذا الهدف.
التدريب يقلل من معدل تسرب الموظفين
معرفة الموظفون في أنك خصصت الوقت والموارد لتحقيق نجاحهم، يرجح عودتهم لرد الجميل لك. فلا ننسى أن يكون معدل الدوران للموظفين وتسربهم الى وظائف أخرى، هو شيء محبطًا ومكلفًا. تشير التقديرات إلى أن استبدال الموظف يمكن أن يكلف ما يصل إلى ضعف الراتب. إن 94% من الموظفين سيبقون لفترة أطول في الشركة إذا استثمرت في تطويرهم.
عمليات العمل الموحدة
عندما تقوم بتدريب موظفيك، فإنك ترسخ أفضل الثقافات عندك حول الطريقة التي تريد أن تعمل بها شركتك. إذا تم تدريب جميع القوى العاملة على نفس الإجراءات، فسيعمل كل فرد بشكل منضبط وموحد، وهذا يزيد من الكفاءة.
تقليل الاعتماد على عقود الاستعانة
لماذا تبحث عن عقود الاستعانة مع المتعهدين والمقاولين بينما يمكنك أن تنفذ أغلب الأمور بنفسك؟ يقدم المقاولون مهارة مهنية معينة لغرض إنجاز عمل معين. تميل إلى أن تكون هذه العمالة المهنية باهظة الثمن، وعندما تنتهي العقود، فإنهم يأخذون العمالة الماهرة معهم. فلماذا لا تستثمر في نفسك؟ إن تدريب القوى العاملة الموجودة لديك للتعامل مع أقسام المشروع التي عادة ما تقوم بتوظيفها يوفر المال ويحافظ على تلك المهارات المهنية داخل الشركة لتلبية الاحتياجات المستقبلية. لذا، في كل مرة يستخدم فيها موظفوك هذه المهارات في المستقبل، فإنك توفر المزيد من المال.
رفع الروح المعنوية
مع اكتساب الموظفين المزيد من المهارات المهنية، فإنهم يشعرون بالرضا تجاه أنفسهم، وقدراتهم على المساهمة، والشركة بشكل عام. الفوائد الجانبية الأخرى مثل الترقية للموظفين التي تزيد من مهاراتهم المهنية، تعمل أيضًا على رفع الروح المعنوية، وهناك أدلة علمية على أن التعلم يجعل الناس أكثر سعادة، وتعني الزيادة في المشاركة، وبذل المزيد من الجهد وتجربة، المهارات الجديدة.
تقوية الهوية التجارية للشركة
تعتبر علامتك التجارية كصاحب عمل عاملاً مهمًا في جذب المواهب المهنية الجيدة الجديدة. في مناخ التوظيف التنافسي، من المهم أن تقدم أفضل ما لديك للموظفين المحتملين، وإذا كان التدريب للموظفين الحاليين يمنح مجموعة من المهارات المتنوعة المتطورة؛ فسوف يرغب الموظفون المحتملون في العمل مع موظفيك، وسوف يمنحون شركتك ميزة تنافسية على الشركات التي لا تقدم التدريب والتطوير.
يزيد من الابتكار والإبداع
يعد الموظفون المشاركون والرغبة في التعلم ضروريين لزيادة الإبداع، وتوفير التدريب والتطوير للموظفين سيحقق لك ذلك. عندما يكون لديك بيئة تعليمية قوية، يشعر الموظفون بالقدرة على تطوير وتقديم أفكار جديدة.
قد يبدو تطوير وتنفيذ استراتيجية التعلم والتدريب مهمة شاقة. ولكن هي الوسيلة التي تؤتي ثمار كثيرة.
كيف يمكنك تنفيذ خطة التدريب والتطوير؟
لا يجدي ضخ مبلغ كبير من المال في برنامج ما ثم افتراض أنه سينجح. ولكن يتطلب برامج التدريب الناجحة جهدًا مدروسًا لضمان الحصول على نتائج جيدة والتفاني في تحقيقها مع مرور الوقت، ولتحقيق أقصى استفادة من برنامج التعلم والتدريب:
إعطاء الأولوية للوصول والاستقلالية
إن خلق بيئة تعليمية يشعر فيها الموظفون بأن لديهم صوتًا في برنامجهم التدريبي سيحدث فرقًا كبيرًا في نجاحه. لا يزال بإمكانك أن يكون لك رأي كبير في كيفية عمل البرنامج التدريبي. وكلما زادت المرونة التي تمنحها للقوى العاملة لديك للبحث عن التدريب الذي يهمهم، كلما زاد حرصك على التعلم والمشاركة.
تأكد من أن القوى العاملة بأكملها تستفيد
في بيئات العمل الجديدة التي نجد أنفسنا فيها، يجب أن يأخذ التدريب والتطوير نظرة جديدة. قد لم يعد بإمكان أصحاب العمل تحديد وقت وجمع جميع الموظفين بأكملهم في قاعة الاجتماعات لجلسة تدريبية، خاصة إذا كان بعض الموظفين يعملون عن بعد. فيجب أن يتكيف التدريب مع هذا الواقع الجديد. فكيف تتأكد الشركة من أنه لا يزال بإمكان الجميع الاستفادة من التدريب؟ قد يعني هذا استخدام المزيد من التدريب الافتراضي، وقد يعني "تدريب المدربين" على كيفية استخدام التكنولوجيا لتقديم خدمات تدريبية فعالة.
إنشاء الترابط من التدريب
إذا كنت تريد أن يأخذ الموظفون وقتًا خارج جداولهم أو وقتًا إضافيًا خارج العمل لإكمال التدريب، فعليك أن تجعل ذلك مهمًا. إنهم بحاجة إلى معرفة كيف سيستفيدون من التدريب بطريقة واقعية. للقيام بذلك، تأكد من أن التدريب يحقق هذه الأهداف:
يشجع على التركيز على حل المشكلات
يتماشى مع المهام اليومية للموظفين
هي طريقة طبيعية للتعلم
يمكن تحجيمها مع تغير الاحتياجات
وسيستفيد الموظفون أيضًا بشكل أكبر من التدريب إذا تمكنوا من تطبيقه على الفور في وظائفهم.
توفير التدريب الذي سيقدره الموظفون
التركيز فقط على ما يفيد مؤسستك قد لا يحقق النتائج المرجوة، إنما يريد الموظفون تدريبًا يتوافق أيضًا مع أهدافهم المهنية الخاصة. إذاَ المفتاح هو إيجاد التوازن في التدريب، وفهم ما يرغب فيه فريق العمل لديك في المحتوى التدريبي، وجعل ذلك جزءًا من استراتيجية التعلم الخاصة بك.
كن مستعدا للتغيير
ما تدربه من مهارات الآن قد لا يكون هو المطلوب في المستقبل، وربما قد يكون في وقت أقرب مما تعتقد. يتطلب مناخ الأعمال المتغير بسرعة تقييمًا وتجديدًا مستمرين لبرنامج التعلم والتدريب لمواكبة الاحتياجات أثناء تطورها.
إنشاء مسارات التدريب
لا ينبغي أن يكون التدريب والتطوير كمثل قائمة الطلبات للوجبات في المطاعم. إنما ينبغي تصميمها وتطويرها مع أخذ أهداف الأفراد واحتياجات الشركة في عين الاعتبار. إذا رأى الموظفون أن خيارات التدريب الخاصة بهم ستؤدي إلى ترقية أو منصب جديد، فمن المرجح أن يشاركوا. وسيظلون متحمسين للمساعدة في تحقيق أهداف الشركة أيضًا.
مع تمنياتي لكم بالتوفيق
Comments